«الرحمة»... نقلة نوعية

02/04/2018
مطلق القراوي
«الرحمة»... نقلة نوعية

حرص صاحب السمو على تدريس العمل الانساني في مدارس الكويت لأهمية هذا العمل وما فيه من ثقافة إنسانية كبيرة تجمع ولا تفرق تحبب ولا تكره تربط المخلوقين بالرحمة والشفقة والتعاون. جمع الشاعر بعض صفات الإنسانية فقال: اعمل ففي الخير صفات اربعة صبر وإسعاد وأجر وسعة فعمل الخير يحتاج صبرا كي يسعد الناس وسعة صدر وتأني حتى يكتمل الأجر... وهذا ما اتصفت به مؤسسات العمل الخيري في الكويت. كنا في السابق أيام السبعينيات والثمانينيات نرى عمل الجمعيات الخيرية لا يتعدى بعض الأموال التي تصل الى الفقراء والمحتاجين دون رقابة أو متابعة أو تخطيط.. كانت بتوفيق الله على البركة وذلك من النية الصادقة وحب الخير. ما رأيناه في حفل عرض فيلم «الرحمة العالمية» والذي عرض خلال الأيام الماضية يظهر النقلة النوعية للعمل الخيري في الكويت.. فاللجان الخيرية تبدأ عملها بأسلوب حضاري وعمل تقني منظم من التخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة والتطوير. لقد شعرنا من عرض هذه الفيلم بأن لجان الخير وصلت لمرحلة تنافس فيها مؤسسات القطاع الخاص.. فـ «الرحمة العالمية» على سبيل المثال تعمل خلال استراتيجية فاعلة ومتميزة تظهر دور مؤسسات العمل الخيري وارتقائه وفق متطلبات الواقع وأحوال المحتاجين.. ففي المتابعة التي يريدها المتبرع لا يحتاج إلا ضغطة زر في الحاسب فيطلع ويتابع جميع مشاريعه، إلى جانب المتابعة الميدانية وتطوير المشاريع من قبل الرحمة... وهذا ما يجعل المتبرع اكثر اطمئنانا على تبرعاته. تميزت الكويت بالالتزام بالضوابط والمعايير الدولية سواء في مؤسساتها العامة أو القطاع الخيري، وهذا ما جعل الكويت فعلا بلد الإنسانية العالمية، يشد بذلك القاصي والداني. مطلق القراوي كاتب صحافي صحيفة الأنباء الكويتية